سفينة فاسا تقف كرمز للعظمة والكارثة في التاريخ البحري السويدي. بنيت في الفترة بين عامي 1626 و1628 بأمر من الملك غوستافوس أدولفوس، كانت فاسا مصممة لتكون واحدة من أقوى السفن الحربية في العالم. لكن، في مأساة ملحمية، غرقت في رحلتها الأولى.
فاسا كانت تمثل ذروة الهندسة البحرية في عصرها. مع 64 مدفعًا وزينة زخرفية معقدة، كانت تجسد القوة العسكرية السويدية. لكن تصميمها كان به عيوب خطيرة. كانت ثقيلة جدًا في الجزء العلوي ولم تكن متوازنة بشكل جيد، مما جعلها عرضة للانقلاب.
في 10 أغسطس 1628، انطلقت فاسا في رحلتها الأولى من ستوكهولم. بعد مسافة قصيرة، هبت ريح خفيفة أدت إلى انقلاب السفينة وغرقها، مما أسفر عن وفاة حوالي 30 شخصًا. كان الغرق فضيحة وطنية وأدى إلى تحقيقات مكثفة.
ظلت فاسا مدفونة في قاع البحر لأكثر من 300 عام حتى تم اكتشافها مجددًا في عام 1956. وفي عام 1961، تم انتشالها بنجاح في عملية كبيرة ومعقدة. الانتشال كشف عن حالة الحفظ المذهلة للسفينة، وقدم رؤى قيمة حول الحياة البحرية في القرن السابع عشر.
اليوم، تعرض سفينة فاسا في متحف فاسا بستوكهولم، وهو مكرس لعرض السفينة وتاريخها. المتحف يعرض ليس فقط السفينة نفسها بل أيضًا العديد من القطع الأثرية التي تم انتشالها معها، ويقدم معلومات عن تاريخ البناء البحري، والحياة في العصر الذي شيدت فيه.
آخر تحديث: 2024-01-05 12:06:19
هل هناك اي خطأ في المعلومات؟ اتصل بنا