بينيتو موسوليني، الذي ولد في 29 يوليو 1883، نشأ في بيئة فقيرة بإيطاليا، وكان والده نجارًا واشتراكيًا متحمسًا. هذه الخلفية الاجتماعية والسياسية أثرت بشكل كبير على توجهات موسوليني الأولية، حيث تبنى في شبابه الأيديولوجية الاشتراكية.
في يونيو 1902، لتفادي التجنيد الإجباري، انتقل موسوليني إلى سويسرا حيث ارتبط بالاشتراكيين الإيطاليين. عمل كعامل بناء وتورط في الصحافة، وانضم إلى نقابة عمالية. أدى نشاطه التحريضي ودعواته للتمرد المدني إلى اعتقاله عام 1903 من قبل الشرطة السويسرية لدعمه إضرابًا عنيفًا وتم ترحيله إلى إيطاليا بسبب عدم وجود أوراق هوية.
في عام 1905، عاد موسوليني إلى إيطاليا بشكل نهائي وانضم طواعية إلى الجيش الإيطالي، حيث خدم لمدة عامين. خلال فترة خدمته، أظهر مهارات قيادية واكتسب سمعة كجندي متميز.
بعد تجربته العسكرية، عاد موسوليني إلى السياسة وبدأ يتحول تدريجيًا من الاشتراكية إلى الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة. في 1919، أسس موسوليني الفاشية الإيطالية، مؤكدًا على القومية العنيفة والسلطوية. تمكن من تعزيز سلطته وصعد إلى السلطة كرئيس وزراء في أكتوبر 1922. خلال فترة حكمه، أظهر موسوليني مهارات ديبلوماسية وسياسية، لكنه اتبع سياسات قمعية ومتسلطة.
كان موسوليني معروفًا بجرأته وتعجرفه وتطلعاته الفاشية. حلم بإعادة إيطاليا إلى مجدها الروماني القديم، وتحقيق مكانة القوة العظمى. حكم إيطاليا كديكتاتور فاشي من 1922 حتى سقوطه في 1943، مما أدى إلى تأثير طويل الأمد على التاريخ الإيطالي والعالمي. تحوله من نشاطه الاشتراكي الشاب إلى ديكتاتور فاشي يعكس تحولًا دراماتيكيًا في الفكر والسياسة،