ماري أنطوانيت، الملكة الأخيرة لفرنسا، هي واحدة من أكثر الشخصيات التاريخية إثارة للجدل والاهتمام. وُلدت في النمسا في 2 نوفمبر 1755، وكانت الابنة الصغرى للإمبراطورة ماريا تيريزا والإمبراطور فرانسيس الأول. تزوجت من ولي العهد الفرنسي، الذي أصبح لويس السادس عشر، في سن الرابعة عشرة كجزء من تحالف دبلوماسي بين فرنسا والنمسا.
ماري أنطوانيت، كملكة لفرنسا، عاشت حياة مترفة في قصر فرساي، وكانت معروفة بحبها للأزياء الفاخرة والحفلات الباذخة. على الرغم من كونها شخصية محبوبة في بداية حكمها، إلا أنها سرعان ما أصبحت موضع انتقاد بسبب إسرافها وأسلوب حياتها الباهظ، وخاصة خلال فترة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي عانت منها فرنسا.
اتُهمت ماري أنطوانيت، في كثير من الأحيان بشكل غير عادل، بأنها سبب في المشاكل الاقتصادية للبلاد، وأصبحت رمزًا للبذخ والفساد الملكي. العبارة الشهيرة “ليأكلوا الكعك” التي نُسبت إليها بشكل خاطئ، عززت هذه الصورة السلبية، على الرغم من أنه لا يوجد دليل تاريخي يؤكد أنها قالت ذلك فعلاً.
خلال الثورة الفرنسية، تدهورت صورتها بشكل أكبر، حيث اتُهمت بالخيانة والانفصال عن الشعب. بعد سقوط النظام الملكي، تم اعتقال ماري أنطوانيت وزوجها لويس السادس عشر. تم إعدام لويس أولاً، ثم تبعته ماري أنطوانيت إلى المقصلة في 16 أكتوبر 1793، في عملية أثارت تعاطفًا دوليًا ولكنها كانت رمزًا للتغيير الجذري الذي أحدثته الثورة.
الإرث الذي تركته ماري أنطوانيت معقد ومتعدد الأوجه. على الرغم من الصورة السلبية التي تشكلت حولها خلال وبعد الثورة، فقد أصبحت في العصور اللاحقة رمزًا للمظلومية وضحية الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت خارجة عن إرادتها. تم تصويرها في العديد من الأعمال الأدبية والفنية والسينمائية، مما يعكس استمرار الاهتمام بقصتها وشخصيتها. تبقى ماري أنطوانيت شخصية تاريخية مثيرة للاهتمام، تجسد تعقيدات الحياة الملكية وتقلبات التاريخ.
هذا هو الحذاء الذي فقدته ماري أنطوانيت على الدرج بينما كانت تصعد نحو المقصلة صباح إعدامها في 16 أكتوبر 1793